ما إن تظهر مصيبة في هذه الدنيا وإلا تجد من يتاجر بها على حساب الدين
فبسبب ضياع الصاروخ الصيني خرج علينا أناس من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ألصقوا به حديث إِذَا رَأَيْتُمْ عَمُودًا أَحْمَرَ قِبَلَ الْمَشْرِقِ فِي رَمَضَانَ، فادَّخِرُوا طَعَامَ سَنَتِكُمْ، فَإِنَّهَا سَنَةُ جُوعٍ
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط
وأرعبوا به الناس وقالوا هو هذا الصاروخ الصيني مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا
والخلاصة أن الحديث لا يصح ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
وبهذا ينتهي الأمر.
وهذا التفصيل...
قال الطبراني حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ قَالَ: نا زَيْدُ بْنُ بِشْرٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: نا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَةُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ عَمُودًا أَحْمَرَ قِبَلَ الْمَشْرِقِ فِي رَمَضَانَ، فادَّخِرُوا طَعَامَ سَنَتِكُمْ، فَإِنَّهَا سَنَةُ جُوعٍ
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط
قال الهيثمي في المجمع رواه الطبراني في الكبير والاوسط وفيه أم عبد الله ابنة خالد بن معدان ولم أعرفها وبقية رجاله ثقات . انتهى كلامه
قوله( وبقية رجاله ثقات)
غير أحمد بن رشدين
قال الحافظ في اللسان
قال بن عدي كأن بيت رشدين خُصوا بالضعف رشدين ضعيف وابنه حجاج ضعيف ولحجاج ابن يقال له محمد ضعيف
قلت (أي الحافظ) وابن محمد أحمد ضعيف ويقال له أحمد بن رشدين ينسب إلى جده الأعلى
وقال بن عدي في الكامل
كذبوه وأنكرت عليه أشياء سمعتُ محمد بن سعد السعدي يقول سمعت النسائي يقول كان عندي أخو ميمون وغيره فدخل أحمد بن رشدين فصفّقِوا به وقالوا له يا كذاب، فقال لي ألا ترى ما يقول هؤلاء؟ فقال له أخو ميمون : أليس أحمد بن صالح إمامك؟ قال بلى، فقال سمعت علي بن سهل يقول سمعت أحمد بن صالح يقول : إنك كذاب...
وقال الخليلي ضعفوه جداً.
وقال ابن أبي حاتم كتبت عنه وتركته لا أروي عنه لما أطبق أهل مصر على ضعفه.
وفيه زيد بن بشر الحضرمي فإنه تفرد بهذا الحديث عن بشر بن بكر
قال ابن حبان في الثقات يُغرب
وقال أبو زرعة ثقة رجل صالح عاقل
وأما خالد بن معدان فهو لم يصح سماعه من عبادة بن الصامت
قال ابن أبي حاتم سمعتُ أبي يقول خالد بن معدان لم يصح سماعه من عبادة بن الصامت.
. المراسيل.
زد على ذلك جهالة أم عبدالله ابنة خالد
فالخلاصة الحديث لا يصح فقد جمع إسناده بين متهم بالكذب ومجهول ومرسل
والله الموفق